مصراوي - خاص - يقولون "صاحب بالين كداب" فما بالنا اذا كانوا "جنسيتين" هل سيكون وطنيا ام عميلا خائنا لا يؤتمن؟ هل انتماء مزدوجي الجنسية لوطنهم الام مصر ام سيكون ولائهم للجنسية الثانية وفي حال الخلاف السياسي بين الدولتين فالي من تتجه بوصلة الانتماء؟ وما السبب وراء تزايد عدد المصريين الراغبين في الحصول علي جنسية اخري ؟
اسئلة عديدة تطرح نفسها في الفترة الاخيرة واصبح الاجابة عنها هامة وضرورية خاصة وانها تتعلق بمصير مصريين بالخارج يرون انفسهم اكثر ولاء للوطن من مصريي الداخل الذي يرون انهم الاحق والافضل وان الاخرين "باعوا" وطنهم من اجل جنسية اخري بديلة.
في البداية يري السفير محمد بسيوني رئيس لجنة الشؤون الخارجية والعلاقات العربية والأمن القومي بمجلس الشورى أن الإنسان الذي يحمل جواز السفر المصري لابد أن يفتخر به ولا يحتمي خلف جنسيات أخرى لتحقيق هدف معين يكون غالباً غير مشروع لان الولاء والانتماء للبلد أصبح غير موجود في ظل الحصول على جنسية أخرى، لذلك من يحاول أن يحصل جنسية أخرى خلاف جنسيته المصرية توضع أمامه علامة استفهام كبيرة .
اما الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق فيري أن معظم رجال الأعمال انتماءهم وارتباطهم أكثر بالدول الأجنبية التي يحصلون على جنسياتها بجانب جنسياتهم الأصلية مما جعل انتماءاتهم لأوطانهم الأصلية تقل.
وأضاف ان السعي وراء الجنسيات الأجنبية يرتبط بثلاثة عوامل وهي أن رجال الأعمال لا يساهمون مساهمة حقيقية في إنشاء القطاع الخاص المصري فنحن لا نستطيع أن نقول إن مصر بها قطاع خاص إلا ندرة قليلة جداً تضم مجموعة من رجال الأعمال الشرفاء الذين يقيمون مشروعات لها قيمة للبلد ويحاولون من خلالها أن يخدموا في مجال التنمية.
كما أن رجال الأعمال يبحثون عن مكان آخر يقيمون فيه مشروعاتهم لهذا يلجأون للحصول على جنسيات أخرى لهثاً وراء المزايا والحصانة التي يستفيدون منها إذا فشلوا داخل مصر فهم يشعرون أن هناك يأساً من الإصلاح لذلك يضعون معظم استثماراتهم بالخارج وهذا أصبح سلوكاً طبيعياً لذلك فإن الدولة في جميع قطاعاتها تحتاج لمراجعة كما أن مزدوج الجنسية يحصل على امتيازات في كل جنسية.
وترى الدكتورة جورجيت قليني عضو مجلس الشعب انها ضد ازدواج الجنسية إذا تم بشكل غير شرعي خاصة الشباب الذين يسافرون دون أن يكون لديهم المؤهلات الكافية وأسلحة لكنها تؤيد الذين يسافرون لتحسين دخلهم أو لفرصة أفضل لتعليم أولادهم فهذا حق مشروع ولو كان السفر بهدف الجمع بين جنسيتين فسوف يؤدي لانعدام الولاء .
وتضيف أن رجال الأعمال يلجأون للحصول على جنسيات أجنبية كي يكون لهم أكثر من محل إقامة وأكثر من جنسية بهدف تحقيق مصالح البيزنس وتوفير الحماية لهم بحيث إذا ظهرت مشكلة في دولته الأم يلجأ للدولة الأخرى التي يحمل جنسيتها.
وتؤكد د. جورجيت انه لا يجوز الربط بين ازدواج الجنسية وعدم الانتماء والدليل على ذلك أن علماءنا أمثال أحمد زويل ومجدي يعقوب من مزدوجي الجنسية ولا نستطيع أن نقول إن انتماءاتهم أقل من الأشخاص العاديين بمجرد أن يحصلوا على إجازاتهم السنوية في الخارج ويعودوا ليقضوا الإجازة مع ذويهم في مصر.