وسائل الإعلام العُمانية تواصل ترحيبها وتحليلاتها لنتائج القمة المصرية العُمانية
قمة القاهرة ومسقط تمهد لمزيد من وحدة وقوة الصف العربي؛
مسقط ــ مجدي العفيفي:
يواصل الرئيس محمد حسني مبارك زيارة لسلطنة عمان ويبدأ زيارة خاصة لاخيه السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان تستغرق عدة أيام، وذلك بعد زيارة رسمية استمرت يومين بحث فيها الزعيمان الكبيران مزيدا من التطوير للعلاقات الثنائية علي جميع المسارات التي تخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، كما تطرقا إلي النظر في الاوضاع العربية والاقليمية ومستجدات القضايا المطروحة علي الساحة الدولية.
وقد غادر السلطنة أمس أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والمهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة.
وواصلت وسائل الإعلام العمانية ترحيبها وتحليلاتها للقمة المصرية العمانية والنتائج التي اسفرت عنها علي الصعيد السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي، حيث قدمت القناة الفضائية العمانية واذاعة سلطنة عمان اكثر من برنامج عن مصر بحاضرها وتاريخها ومساهمتها في ركب الحضارة الانسانية، وابرزت الصحف الصادرة باللغتين العربية والاجنبية أخبار القمة وانعكاس أصدائها علي حاضر ومستقبل الدولتين والشعبين المصري والعماني وعلي الاوضاع العربية في ظل التحديات التي تواجهها.
وأكدت صحيفة عمان في افتتاحيتها أمس ان زيارة الرئيس محمد حسني مبارك تحمل أبعادا كثيرة من حيث التوقيت والملفات التي ستناقشها، فهي تأتي بعد أسبوع من القمة العربية المصغرة التي عقدت في الرياض وتبنت مشروعا للمصالحة العربية العربية وشارك فيها الرئيس مبارك وقبل أيام قليلة من عقد القمة العربية في الدوحة.
ولاشك أن القمة التي عقدت أمس بين جلالة السلطان وأخيه فخامة الرئيس المصري قد ناقشت مجمل القضايا العربية. ولايخفي علي أحد ما تمر به المنطقة من اضطرابات سياسية في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها وكل تلك الاضطرابات تحتاج إلي عقول لا تنقصها الخبرة والحنكة السياسية من أجل التعامل معها لنقلها ونقل المنطقة إلي بر الأمان دون خسائر أخري. إن حنكة وخبرة جلالة السلطان وأخيه الرئيس المصري كفيلتان ببلورة رؤية موحدة تتصف بالعقلانية والتوازن من أجل صالح منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
من جانب آخر قالت الافتتاحية ان لقاء جلالة السلطان بأخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك كفيل بأن ينعكس إيجابا علي العلاقة التاريخية بين الشعبين العماني والمصري تلك العلاقات التي تعود إلي فترات بعيدة في تاريخ الإنسانية حينما كانت مراكب الحضارة الفرعونية تصل سواحل عمان محملة بالبضائع والمنتجات المصرية لتعود محملة بالمنتجات العمانية وبشكل خاص اللبان الذي كان يحرق في المعابد الفرعوية ضمن طقوس تلك الدور. وإذا كانت هذه العلاقات تاريخية ولا جدال فيها فإنها في عهد جلالة السلطان والرئيس مبارك قد شهدت أبعادا جديدة وتألقا يوما بعد آخر وكل ذلك عزز الجوانب التجارية والاجتماعية والثقافية بين البلدين وحقق مزيدا من الرفاهية للشعبين الشقيقين.
ووصفت الصحيفة في »كلمة عمان« داخل العدد، العلاقات التي ربطت السلطنة بجمهورية مصر العربية وعلي مدي عقود بالتفاهم وبالتنسيق بأنها لتمثل نموذجا يحتذي للعلاقات العربية - العربية وبقدر حرص السلطنة علي وحدة الصف العربي واسهامها الفاعل في مد جسور التعاون مع الاشقاء العرب كافة، فإن مصر كانت ولاتزال القوة العربية الكبري التي تقارب بين الاشقاء لرأب الصدع وتقوية التواصل بهدف احقاق الحق العربي، ويمكن الاستشهاد بما يدور الآن في القاهرة من جولات في الحوار بين الفصائل الفلسطينية وبإسناد مصري كامل، بهدف توحيد الموقف الفلسطيني لنيل الحقوق كاملة.
وقالت الصحيفة ان التنسيق العماني - المصري كان يتواصل علي الصعد كافة، إذ ان جلالة السلطان قابوس بن سعيد والرئيس محمد حسني مبارك علي تواصل دائم في التشاور وتبادل الرأي انطلاقا مما لعمان من علاقات وطيدة مع الاشقاء العرب كافة ، ومع دول الاقليم والعالم، لتساند مسعي مصر الخير في تنقية الاجواء العربية وتقوية الروابط بين الاشقاء كافة.
وجاء في الكلمة أيضاً انه بقدر ما تتسم زيارة الرئيس مبارك للسلطنة من صدق التواصل فإنها تأتي قبيل عقد القمة العربية في الدوحة لترفد المساعي الاخوية والتمهيد لمزيد من وحدة وقوة الصف العربي.
وتوقفت الصحيفة في كلمتها امام البعد الاقتصادي للزيارة فقالت: للزيارة بعد اقتصادي، ففي الوقت الذي يمر الاقتصاد العالمي بأزمة مالية ذات تبعات سلبية علي معظم دول العالم، فإن اقتصاد السلطنة وبفضل حكمة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في إدارة شئون الاقتصاد الوطني، اعتبر من بين اقتصادات الدول التي لم تنل منها الازمة المالية العالمية بالضرر، فإن للنموذج العماني في ادارة شئون الاقتصاد منهجية تحتذي، ولابد ان يطلع عليها الاشقاء بما يفضي إلي مزيد من التعاون في المجال الاقتصادي والسياحي.
واشار إلي أن الرئيس مبارك يؤكد في كل مناسبة تربط مصر بالسلطنة الي بين البلدين الشقيقين علاقات متميزة تؤكدها مواقف جلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي كان ومازال حريصا كل الحرص علي تقوية العلاقات العمانية - المصرية.